فضل التجارة مع الله والصدقة والبذل والعطاء - مجالس البوادنه
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير




روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور | التواصل مع الإدارة


العودة   مجالس البوادنه > المجالس العامة > مجلس أهل الذكر

مجلس أهل الذكر مخصص للامور الدينية والدعوية وحلقات التحفيظ

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-11-2012, 02:31 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية راعي نطح

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 42
المشاركات: 1,023 [+]
بمعدل : 0.20 يوميا
اخر زياره : 16-12-2018 [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 11

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
راعي نطح غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : مجلس أهل الذكر
B16 فضل التجارة مع الله والصدقة والبذل والعطاء

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة بعنوان :




لفضيلة الشيخ : عبدالوهاب العمري حفظه الله



بتاريخ 4 – 3 – 1433هـ مسجد إمام الدعوة ببيشة





إن الحمدلله نحمد ونستعينة ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلامضل له ومن يضلل فلاهادي له , وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراُ ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) .
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) . أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر المور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة . معاشر المسلمين إن الله اصطفى لكم الدين فلاتموتن إلاوأنتم مسلمون استمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى فإنه من يبتغي غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين وإن الله -عزوجل - إذ من عليكم بان جعلكم من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم جعلكم منه على صرط مستقيم وعلى هدى قويم إن استمسكتم بما جاء به من عند الله عزوجل هديتم إلى الجنة من أوسع أبوابها ونجيتم من النار ومن دركاتها (( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليما )) وإن رسولكم صلى الله عليه وسلم إذ بعثه فيكم اختاره الله عزوجل واصطفاه واجتباه ووصفه بأنه عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم وهو عليه الصلاة والسلام نعمة الله المهداة ورحمته المسداة (( وماأرسلناك إلارحمة للعالمين )) فهو عليه الصلاة والسلام حريص عليكم أن لا تدخلوا النار وحريص عليكم أن لا تسلكوا سبيل أهل النار وحريص عليكم أن لا تحملوا في الدنيا الآصار والأثقال وأن لا تكلفوا إلابما تطيقون بذل لذلك صلى الله عليه وسلم جهده وأخر دعوته إلى الآخرة رحمة بأمته صلى الله عليه وسلم فهو سابقكم على الصراط واقف لايدخل الجنة حتى تتموا عبور الصراط وهو يقول اللهم أمتي اللهم سلم اللهم سلم اللهم صل وسلم عليه واجعلنا من زمرته واحشرنا فيمن اتبع سنته واسقنا من حوضه شربة لانظمأ بعدها أبداً إنه عليه الصلاة والسلام .
إنه عليه الصلاة والسلام صلى باصحابه يوماً فإذا بقوم من البادية جاءوا كما جاء في الحديث عامتهم من مضر بل كلهم من مضر ومضر قبيلة عدنانية تجتمع مع النبي صلى الله عليه وسلم في النسب فإذا بالجوع قد اخذ منهم مأخذه لايجدون ستراً يستترون به إلا النمار جمع نمرة وهو الكساء الذي يربطونه في أعناقهم ويلفونه على ماأقبل من أجسامهم يسترون عوراتهم فتغير وجهه صلى الله عليه وسلم وعلاه من الهم مارأه اصحابه فقام فقال صلى الله عليه وسلم حامداً لله ومثنياً عليه ثم قرأ الآيات ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) انفق رجل من درهمه أنفق رجل من متاعه أنفق رجل من صاع تمره من صاع حبه ودعاهم صلى الله عليه وسلم إلى النفقة في سبيل الله فقام رجل من الأنصار فذهب إلى بيته ثم رجع وفي يده صرة تكاد تنوء بيده فوضعها ثم قام المسلمون كل ياتي بما استطاع من تمره أو حبه أومن كسرة خبزه حتى جمعوا طعاماً وثياباً ومتاعاً فتهلل وجهه وكان صلى الله عليه وسلم إذا سره شيء تهلل وجهه كأنه مذهبة حتى ترى أباريق وجهه صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام : (( من دعا إلى هدى فله أجره وأجر من عمل به إلى يوم القيامة لاينقص من أجورهم شيء ومن دعا إلى ضلالة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة لاينقص من أوزارهم شيئاً )) هذه الصور البديعة التي سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجوب التكافل والتعاون والحث على الإنفاق في سبيل الله لإطعام المحاويج والصدقة على المساكين صورة من صور هذا المجتمع النبيل الذي خصه تعالى بقوله : (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )) ومادام المسلمون في مجتمعاتهم يتعاهدون بعضهم بتلمس الحاجات وقضاء الأوطار وسد الخلة فهم على خير وأما إذا بخل كل إنسان بما في يده وقال مالي ومال الناس فهي سنة المشركين الكافرين الذين ذكرهم الله تعالى في كتابه فقال : (( وإذا قيل لهم انفقوا في سبيل الله قالوا انطعم من لويشاء الله أطعمه )) فهذه المقولة يقولها كثير من الناس اليوم بلسانه أوبحاله حينما يدعى إلى الصدقة والإنفاق في سبيل الله فإنه من سنن الله في الكون أنه يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر فلايزال الناس فيهم الغني وفيهم الفقير لايزال الناس فيهم المحتاج الموسر والله سبحانه وتعالى يبتلي الناس الغني بغناه والفقير بفقره فإن مَنَّ الغني على الفقير بما فضل عن حاجته وبمايطهر به ماله وصبر الفقير على ماابتلاه الله به فكف عن وجهه المسالة بكده وكدحه وبذله لعل الله أن يستر وجهه كان الجميع في خير وهذه حال الناس .
هذا عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه وأرضاه ترك ماله في مكة وخرج مهاجراً لايملك قطميراً حتى وصل المدينة يريد وجه الله والدار الآخرة فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين رجل من الأنصار له مال وله عرض فقال له الأنصاري عندما جاء ليبيت عنده قال : ياأخي هذا مالي أقاسمك إياه ةهاتان زوجتاي انظر أعجبهما إليك اطلقها فإذا اعتدت تزوجها فماذا قال عبدالرحمن قال : بارك الله لك في أهلك ومالك لا دلني على السوق فذهب رضي الله عنه من صباح اليوم الثاني إلى سوق من أسواق المدينة هو سوق بني قينقاع فبدأ يؤجر نفسه رضي الله عنه يحمل الأمتعة والأثقال حتى جمع مالاً يسيراً ثم اشتغل في الجبن والإقط حتى جمع أموالاً يسيرة وماهي إلاأيام حتى لقيه النبي صلى الله عليه وسلم في شارع من شوارع المدينة وإذا على ثياب
عبدالرحمن ردع من زعفران أي أثر من طيب النساء فاستغرب صلى الله عليه وسلم فقال : مهيم – يعني ماهذا- قال : يارسول الله تزوجت امرأة قال : وما أصدقتها استغرب صلى الله عليه وسلم لرجل جاء من مكة أمس فقيراً لايجد شيء واليوم عريس عليه آثار الطيب عندما دخل بزوجته فقال: يارسول الله اصدقتها وزن نواة من ذهب قال : بارك الله لك أولم ولوبشاة. انظر في هذا المعنى العظيم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فرح لأخيه عبدالرحمن لما كان من جده واجتهاده حتى جمع مايسد به عن وجهه المسألة وأغناه الله تعالى به أن يمد يده إلى إخوانه وهم أحرص الناس على نفعه وأحب الناس بأن يقدموا إليه مما يملكون فاستغنى بغنى الله عزوجل حينما جد واجتهد وهذه ميزات مجتمعنا المسلم أن المسلم يكون عفيفاً لايمديده بالمسألة وهو قادر على البذل والعطاء وفي الوقت نفسه المسلم إذا أغناه الله يرى في المسلم فإن رأى خلة أوفقراً أو مسكنة بادر إلى الإنفاق في سبيل الله يبتغي بذلك وجه الله لأنه يعتبر أن وجود مسكين أو محتاج يمد يده لينفق عليه أويعطيه , هذه وقفة ساقها الله إليه فالمؤمن عندما يتصدق ينبغي أن يعلم أن نفعه بالصدقة حينما وجد من يحملها للآخرة أعظم من نفع المسكين الذي مديده ليأخذها فيسد بها جوعته أو يستر بها عورته.
إن لم تفرح ياعبدالله حينما تتصدق وتعطي بأنك وجدت سبيلاً تصعدبها في صدقتك إلى رضوان الله عزوجل فإنك لاتفرح أبداً وليست صدقتك من المتقبلات .
عبادالله : إنا في حاجة ماسة إلى أن نكون متعاونيين متكافلين وإن التعاون والتكافل يحتاج منا إلى مد النظر لا لنكون شامتين ولامتلمسين لخلل الناس الضعفاء والمساكين والمحاويج بل لنكون عباد الله إخوان , المسلم أخو المسلم لايظلمه ولا يقتله ولايسلمه فلاتسلم إخوانك المسلمين الفقر وأنت تجد ماتعينهم عليه . فقد حلف صلى الله عليه وسلم لايكون المرأ مؤمناً وجاره جائع مادام يجدماينفق به عليه , وهذه من القضايا العظيمة حينما تجدأنه من الواجب عليك أن تتصدق بفضول مالك بفضول لباسك بفضول ماأعطاك الله عزوجل وزاد عن حاجتك لإخوانك المحاويج وهذه القضية العظمى في مجتمع المسلمين تجعله متكافلاً متعاوناً .
خطب النبي صلى الله عليه وسلم فخطب النساء يوم العيد فقال : يامعشر النساء تصدقن ولو بقروطكن ولوبحليكن فرجعت زينب زوجة عبدالله بن مسعود رضي الله عنها إلى زوجها فقالت : ياهذا إن رسول الله أمرنا بالصدقة وإني أراك رجل خفيف اليد : أي ليس له مال فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كانت صدقتي تجزئ فيك قال فسألي أنت إستحيا رضي الله عنه أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالت زينب: فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قمت ببابه فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي قالت فقلنا لبلال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا مهابة أي يهابوا يسألوه فقلنا يابلال سل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسألتنا ولاتخبره من نحن فدخل بلال على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : بالباب يارسول الله امرأتان يسألان عن الصدقة على أزواجهن وعلى أيتام في حجورهن أيصح ذلك قال : من هن قال : امرأة من الأنصار وزينب قال أي الزيانب قال : امرأة عبدالله بن مسعود قال : أخبرهن أن لهن بذلك الصدقة والصلة , أن لهن بذلك أجرأن الصدقة والصلة ، نعم إن المسلم حينما يمد نظره في البعيد وينسى القريب حرم من خير وافر , فإن أولى الناس بصدقتك وبمعروفك أدناك أدناك وقدجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يارسول الله عندي درهم قال : تصدق به على نفسك قال عندي آخر قال : تصدق به على زوجك قال عندي آخر قال : تصدق به على ولدك قال : عندي آخر قال : أنت أعلم . فالأولى بنفقتك أدناك أدناك فلاتقدم على نفسك وأنت محتاج فإن فضل فعلى زوجتك فإن فضل فعلى ولدك فإن فضل فعلى من هو أدنى من قرابتك فالصدقة على الأقارب لها أجران أجر الصدقة وأجر الصلة تصدقت على زوجتك أو على ولدك أو على أخيك أو على أبيك أو على أمك أو على بن عمك مهما كانت القرابة فهي أولى من البعيد ولوأنك لمست هذا الجانب لاشتكى كثير من الناس الفاقة والحاجة وقد ذكر الله عزوجل حال الكافرين بأنهم يمسكون أيديهم وحال المنافقين بأن أموالهم مازادتهم من الله إلابعداً قال تعالى : (( فلاتعجبك أموالهم وأولادهم إنما يريد الله أن يعذبهم بها في الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون )) ماالسبب ؟ أنهم منعوا أنهم بخلوا والبخل بالمال أسوأه وأكرهه عندالله وأبغضه عند الله البخل بالواجب من الزكاة ثم ما بعد ذلك من الصدقة والبخيل بعيد من الله بعيد من الناس قريب من النار بعيد من الجنة , والسخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة بعيد من النار كماجاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( ومامن يوم تطلع شمسه إلاوملك يقول اللهم أعط منفقاً خلفاً آخر يقول اللهم أعط ممسكاً تلفاً )) , والله يقول في كتابه الكريم : (( وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين )) الله يعدكم الغنى والشيطان يعدكم الفقر وأي الأمرين أولى أن تتبعه من أصدق من الله قيلا (( الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم )) مهما أنفقت فإن الله يخلفه ((الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون )) هذه بشارة الله للمنفقين الذين يبتغون ماعند الله عزوجل : (( وماتنفقوا من شئ فإن الله به عليم )) هذه الإنفاقات التي تبذلها إنما يعود نفعها عليك إن الله غني حميد , الله سبحانه وتعالى استقرضك لنفسك ويعدك بصدقتك أن ينميها لك ويربيها لك فتجدها يوم القيامة أوفر ماتكون وأعظم ماتكون وقدجاء في الأثر ( أن الله يتلقف الصدقة بيمينه سبحانه وتعالى فيربيها وينميها كما يربي أحدكم فلوه أي فرسه الصغير أومهره الصغير فتكون يوم القيامة أكبر من جبل أحد ) اللقمة تضعها في يد مسكين أو فقير ستجدها خالصة لوجه الله يوم القيامة أثقل من جبل أحد في موازينك (( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاءً ولاشكورا )) . مرت عائشة في سفر لها إلى مكة فمر بها وهي جالسة فقير وبين يديها قطف من عنب فأخذت حبة فأمرت جاريتها بأن تعطيه إياه فنظرت في حبة العنب فقالت : حبة قالت : وكم في الحبة من مثقال ذرة فالله يقول : ((فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )) فما تخلفت عن الإنفاق حتى بحبة عنب فلاتبخس شيئاً فإن الله عزوجل يقبل الصدقة عن عباده ويعفوا عن السيئات فلاتتصاغر قليلاً فإنه عند الله كثير , جاءت إلى عائشة رضي الله عنها امرأة ومعها بنتان لها قالت : لم أجد في بيتي شئ إلاثلاث تمرات فأعطيت كل واحدة منهن تمرة فما أسرع ماأكل الصغار تمرتيهما ومدوا يدهما إلى أمهما لتعطيهما فشقت بينهما تمرتها فأعطت هذه نصف وأعطت هذه نصف , قالت : فعجبت منها كيف آثرت على نفسها فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن رحمتها بهما أدخلتها الجنة ) أم بشفقتها وعفوها تطعم بنتيها تمرة فتشقها لهما تكون سبب في نجاتها من النار ودخولها الجنة .
لاتحقرن صدقة ياعبد الله مهما قلت ولكن أحق بالرغبة بما عند الله واجعلها مما تبتغي به وجه الله فإن الله هو الذي يأخذه وهو الذي اقترضها منك ليربيها لك وينميها لك فتعود إليك فيافرحتك أيها المسلم حينما تجد من يأخذ صدقتك ومن يحتاج إلى نفقتك . ألا عباد الله وقد يسر لنا الله سبل الإنفاق فأصبحنا نستطيع أن ننفق ونحن مختفون والإختفاء في الصدقة من سننها فإن من السبعة التي يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلاظله رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينه وإن الله قديسر جمعيات البر ودور الأعمال الخيرية والحسابات الخيرية ماتستطيع أن تودع فيه صدقتك لايعلم بك إلا الله فتاجر مع الله مادمت في السعة عسى أن تلقاها في الضيق يوم القيامة وقد جاء في الحديث الصحيح ( أن المؤمن في ظل صدقته يوم القيامة ) إذا دنت الشمس من الرؤوس واشتد الحر على الناس في موقف كان مقداره خمسين ألف سنة كان ظلك صدقتك فتصدق لتستظل بها يوم القيامة ياعبد الله والله سبحانه وتعالى يقبل صدقتك مهما قلت ومهما احتقرتها في عينك فهي عند الله مقبولة عند الله إن ابتغيت بها وجه الله . اللهم احسن نياتنا ويسرنا لليسرى ولاتيسرنا للعسرى اللهم الهمنا رشدنا واكفنا شر أنفسنا .
أستغفر الله لي ولكم.




((الخطبة الثانية ))


الحمدلله الكريم المنان التواب العظيم الوهاب يفرح بتوبة عبده إذا تاب أشهد أن لاإله إلاالله وحده لاشريك له واشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً ,
أما بعد عباد الله : أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل وتذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي قال في آخره :
(( كلكم يغدوا فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها )) في كل يوم يصبح تطلع شمسه تغدوا أيها الإنسان فتبيع نفسك إلى أين إما إلى نار وإما إلى جنة فاشتروا أنفسكم عباد الله مادمتم في زمن المهلة مادمتم في زمن السعة فكم من درهم تصدقت به بل كم من رغيف تصدقت به بل كم من تمرة أوشق تمرة تصدقت بها بنية طيبة كانت عتقاً لك من النار فتاجر مع الله مد يدك لله واعلم إنك إنما تبتغي بذلك وجه الله فستلقى عند الله اجراً عظيماً والثواب الكريم والله سبحانه وتعالى لايضيع أجر من أحسن عملاً .
معاشر المسلمين إن بالمسلمين اليوم في أصقاع الأرض من الشدة واللأواء والضنك والجهد مالايعلمه إلاالله فكم من المسلمين يحتاجون على أقل القليل الذي تفيض به موائدكم فنطعمه لبراميل القمامة فلنحذر ولنتقي الله عزوجل أن تكون النعم التي بأيدينا سبب لهلاكنا احذروا بطرالمعيشة , فكم من قوم بطروا معيشتهم فأدخلهم الله النار (( وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون )) . لباس الجوع والخوف يلبسه الله أهل البطر الذين بطروا معيشتهم وقد ضرب الله لنا مثلاً في كتابه بقرية سبأ لقد كان فيهم آية واضحة لاتزال تقرأ بالعين إلى اليوم حينما كانوا في ماضي زمانهم في بلدة طيبة خصبة جنتان عن يمين وعن شمال (( كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور )) فماذا فكفروا بأنعم الله , فماذا سلط الله عليهم سيل العرم هدم سدهم قال تعالى :(( فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمظ وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلاالكفور )) ذلك انهم كفروا بأنعم الله اخذهم البطرواخذهم الصلف وقدكانوا في غاية السعة حتى قال قائلهم (( ربنا باعد بين اسفارنا )) ملوا من كثرت الرخاء وكثرة النعيم فأرادوا أن يتمتعوا بشيء من النصب والتعب فبدل الله عليهم لما غيروا على انفسهم والله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم فليكن لنا في ذلك عبرة عبادالله فليس بيننا وبين الله عهد أن لايعذبنا بذنوبنا صونوا نعم الله أن تبذل فيما حرم الله فإنه قال تعالى : (( ثم لتسئلن يومئذن عن النعيم )) صونوا نعم الله بأن تضعوها حيث أمركم الله (( فأما اليتيم فلاتقهر وأما السائل فلاتنهر واما بنعمة ربك فحدث )) اعط السائل وافرح إذا وجدت من يسال فإنه يحمل صدقتك إلى الله ويقربك من الله وليكن فرحك بأن تقبل صدقتك أعظم من فرحك بأن مديده إليك اسألوا الله العافية أن يبتليكم بما ابتلي به الناس من حولكم فإن من حفظ النعم أن تتذكر أنها من الله وأن تثني بها على الله وحده لاشريك له وأن لاتصرفها فيما يغضب الله عزوجل فلاتزول قدم عبد مؤمن يوم القيامة حتى يسأل عن أسئلة منها وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه . اللهم اهدنا صراطاً قويماً ويسر لنا سبل السعادة في الدنيا والآخرة واجعلنا شاكرين لنعمائك مثنين بها عليك وأتممها علينا يارب العالمين . اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد .












توقيع :

عرض البوم صور راعي نطح   رد مع اقتباس
قديم 27-11-2012, 01:42 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية خيال الهدلا

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 4
المشاركات: 3,211 [+]
بمعدل : 0.62 يوميا
اخر زياره : 17-04-2016 [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 37

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
خيال الهدلا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : راعي نطح المنتدى : مجلس أهل الذكر
افتراضي رد: فضل التجارة مع الله والصدقة والبذل والعطاء

الله يكتب اجرك












توقيع :


عرض البوم صور خيال الهدلا   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2012, 07:44 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ملاك الكون

البيانات
التسجيل: Dec 2012
العضوية: 637
المشاركات: 26 [+]
بمعدل : 0.01 يوميا
اخر زياره : 28-08-2013 [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 10

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ملاك الكون غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : راعي نطح المنتدى : مجلس أهل الذكر
افتراضي رد: فضل التجارة مع الله والصدقة والبذل والعطاء

طرح جميل جزاك الله خير












عرض البوم صور ملاك الكون   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مع, الله, التجارة, فضل, والبذل, والصدقة, والعطاء

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فضل يوم عاشوراء خادم ربعه مجلس أهل الذكر 2 20-11-2012 07:57 AM

RSS RSS 2.0 Feed XML MAP HTML

الساعة الآن 04:35 AM.



 


بحث عن:


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61