المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
|
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Jan 2011 |
العضوية: |
405 |
العمر: |
23 |
المشاركات: |
429 [+] |
بمعدل : |
0.09 يوميا |
اخر زياره : |
24-03-2014 [+] |
معدل التقييم: |
|
نقاط التقييم: |
13 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
مجلس أهل الذكر
فوائد الذنوب والمعاصي
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين و آله وصحبه والتابعين
وبعد
يا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وأنا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جميعًا فاستغفروني أَغْفِرْ لَكُمْ ،
وهذه عادة العباد بين عمل صالح وآخر سيئ , تارة يسيرون وتارة يقعدون , تارة يتحررون وتارة يؤسرون ,
والذي أريد قوله : ما دام العبد خلق وفيه النقص والقصور والجهل والكسل والملل وما دام أن المعصية لا طاقة للعبد على تركها بالكلية فهو معرض لها ولا معصوم إلا من عصمه الله من الأنبياء والمرسلين ,
و أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر في حديث أبي هريرة رضى الله عنه الذي يرويه مسلم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده ! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ، ولجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله ، فيغفر لهم " وقال في حديث أنس رضى الله عنه الذي يرويه أحمد " كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون "
: فعلى هذا يجب ان نعلم أن للذنوب فوائد !!! , نعم لها فوائد , وهي و إن كانت شراً على العبد , إلا أنه إذا أحسن بعدها العمل كانت أثر خير عليه,
من فوائدها: أن للذنوب وحشة و هجر و بعد عن الله عز وجل ,
قال الله تعالى " فمن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى " فكل إعراض عن الله سواءً أكان بلسان الحال أو المقال فإنه داخل في هذا الوصف و مستحق له , و صاحب الفطرة السويّة ومن تربى على الإيمان وعلى طاعة الرحمن لا يطيق هذه الوحشة فتجد المصائب تتوالى عليه ولا يذكر إلا ربه ومولاه , فلا يطيق الإنفلات من حُلَلِ الإستسلام والتسليم , لا يطيق أن يخرج عن حمى الله , فهو كالعبد الآبق لا يلبث إلا أن يعود لمولاه , لا يعلم مكان له غيره ولا مأوى يحميه إلا ستره , فيتعلم العبد بعد أن يحس ويعارك هذه الحال أن لا غنى له عنه ,
ويعلم أن الله رحيم يقبل التوبة ويعفوا عن السيئات , ويعلم أن الإعراض عن أمر الله ونهيه فيه أن يكل الله العبد لنفسه ولا حول ولا قوة إلا بالله , هذه فائدة من الذنوب ,
ومن فوائدها : العود إلى الله بهمة وعزم , فالعبد لا يذنب حتى تجتاحه الخطرات و يسري في شَرَكِ الشيطان خطوة خطوة حتى يقع , فإذا ما أفاق من الغفلة وانتبه , عاد بقوة إلى العبادة والطاعة , بهمة وشوق ولسان الحال ربي : سأرضيك كما خالفت أمرك , وهو مع كل هذا الندم مستحضراً لقول الله عزوجل " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " ,
ومن الفوائد : قد يكون العبد على حال عالٍ في الإيمان والعمل الصالح و الإجتهاد والمداومة على الطاعة والبعد عن المعاصي , فيأتيه الشيطان مزيناً له عمله ويقول : أذكر كذا وكذا وكذا , فأنت ذا قدر عظيم عند الله فلا تسمح بمن يخطئ عليك وينتقصك , كيف و أنت ولي من أولياء الله , ويصبح حاله ينتقص العاصين ويذمهم ويعقب ذلك بمدحه لنفسه , أو يظن أنه بعمله يستحق الأجر والثواب من الله , أو ينظر لنفسه فتعظم قدرها في عينه , فما يلبث حتى تقدر عليه المعصية , فينسى كل عمل صالح عمله , ويصبح الحال , في وجل شديد وخوف من الله عظيم , يسلك كل سبيل لإرضاءه من قراءة للقرآن و تسبيح له و استغفار وصدقة و بر للوالدين و دعاء بالمغفرة . . . . ألخ , فيخرج من هذا الذنب = بأن لا يعجب بعمله و أنه لا يدري أقبله الله أم رده على وجهه , قال الله تعالى " وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ "
عَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الْآيَةِ: "وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ": قَالَتْ عَائِشَةُ: أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: "لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ". رواه الترمذي ، وصححه الألباني .
فمن ضَمِنَ لك القبول حتى تنظر لنفسك أنك مستحق للفضل , يقول أحد السلف رحمهم الله " لو أعلم ان الله تقبل مني عملاً لتكلت " لأن الله يقول " إنما يتقبل الله من المتقين " , فيخرج العبد من الذنب بأن وجل القلب بعد الأعمال الصالحة ألا تقبل سبيل قويم للإعراض عن التكبر والإغترار بالعمل وهذا من فضل الله على العبد ,
ومن الفوائد : نيل محبة الله عزوجل , يقول الله تعالى " إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين " فالتوبة بعد الذنب توجب محبة الله عز وجل , والتوبة لها لذة عجيبة , فهي علاج ناجع للذنوب والمعاصي وهي القوة التي تنزل الأحمال وتزيحها عن الظهر , وهي الدواء الذي يمحوا أثر الذنب من القب والذي يصفي القلب من كدره , والذي يبيضه من سواده , والذي يجعله وعاء صافياً بعد أن كان كالكوز مجخياً " أي كاكأس المقلوب لا ينتفع به " ,
ومن الفوائد : محاسبة النفس الدائمة , وهذه المحاسبة ناجمه عن الشعور والإحساس لما ينتظره عند الله من حساب وعذاب , فكل ذنب يقع العبد في شركه , يبعثه على الشعور بالخطر أكثر , مما يحدوا به للتوبة الدائمة و لزوم الإستغفار , فقد يُضيّع أو يُقصّر في أمر الله أو أمر الخلق وهو لا يعلم , فيصبح الوجل ملازم له مما يسوقه للعمل الدائم ,
ومن الفوائد : إدراك حقيقة الشيطان , من الخذلان الدائم للعبد , فهو يزين له المنكر والمعصية فإذا ما وقع فيها قال : إني بريئ منك , فيصيبك الهم والغم والضنك والتعب وتبتعد عن الله عز وجل ويضعف إيمانك لأجل لذة فانية لا تتجاوز ثوان معدوده تجلب الحسرة أيام عديدة ,
ومن الفوائد : إدراك حقيقة رحمه الله ومغفرته , فبابه سبحانه مفتوح لا يغلق وما كان لأكرم الأكرمين أن يغلق بابه دون عبده و إن بلغت ذنوبه عنان السماء ,
يبسط الرب تبارك وتعالى يده بالليل والنهار للتائبين , روى أحمد ومسلم وغيرهما من حديث أبي موسى رضى الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : ** إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار . ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها } ,
فأي فضل أو سع من هذا !!! وأي رحمة أشمل من هذه !!! و أي رب أكرم و أعظم منه سبحانه !!! , إنه الله مالك الملك , خالق الخلق سبحانه , لا معبود بحق إلا هو , و اعجب ممن يظن بأن النفع من غيره وهذه صفاته سبحانه وتعالى , فمهما إبتدع العبد ومهما عصى ومهما أطاع الشيطان وسار في ركابه , فإن الأبواب مشرعة أمام العائدين و النادمين و الصادقين , " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم " , أكتفي بهذا القدر . . .
و أنبه على امر : أنا عندما نقول : فوائد الذنوب والمعاصي = فلا نقر عملها ألبته ولكن ما دامت كتبت علينا , فخيرنا من تاب " فخير الخطائين التوابون " وخيرنا من عقل حكمة ذلك , وجعل منها عبادة تدفعه إلى الله وتبعده عن الشيطان "
|