بل راحتها اريد - مجالس البوادنه
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير




روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور | التواصل مع الإدارة


العودة   مجالس البوادنه > المجالس العامة > مجلس أهل الذكر

مجلس أهل الذكر مخصص للامور الدينية والدعوية وحلقات التحفيظ

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 22-02-2012, 09:50 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام المجالس التثقيفية
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية السفير

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 9
المشاركات: 5,510 [+]
بمعدل : 1.13 يوميا
اخر زياره : 29-12-2018 [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 20

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
السفير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : مجلس أهل الذكر
افتراضي بل راحتها اريد

بسم الله الرحمن الرحيم


فضله علينا عظيم، ونِعَمه لا تُعَد ولا تُحصى؛ ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18].

نتقلَّب في النِّعم، ولا نشكر المُنعم، ونُطيل الشكوى من الظروف، ولا نَشعر بقيمة النعمة إلا حين نَفقدها، ليتنا صرَفناها في الطاعات، ولَم نَستعملها في المعاصي وكَسْب السيِّئات.

عينان جميلتان، سبحان من أبدَع خَلْقهما، يسكنان في تجويف يَحفظهما من التلف، مُحاطتان برموش تَحميهما، ومادة دمعية تُطَهِّرهما، كم من شخصٍ صرَفهما في المعاصي بنظرات مريضة وحركة مُريبة، تتبَّع العورات، ونَسِي أن هناك حسابًا حين يُختم على الأفواه، وتتكلَّم بقيَّة الأعضاء، حينها تَنطق العينان: ربَّاه نظَر إلى القبيح، وتتبَّع عورات المسلمين، فيقول لسان حاله: آه يا عين، كنتُ أحفظك من الأذى، وأُسارع إلى مراجعة الطبيب حين أشعر بألَمك!

له لسان طليق حين يتحدَّث، الكلُّ يستمع له، وحين يُناقش، الكل يُعْجَب بمنطقه، ولكنَّه سلَّطه في الغِيبة، يَصِف الأشخاص بأقبح الصفات في غيابهم، مرة نَقْدًا جارحًا لهم، ومرة استهزاءً بحالهم، بل حتى بخِلْقتهم، ومرة شَماتة في وَضْعهم، أعطاه الله نعمة، لكنَّه سلَّطها في الباطل، ويوم الحساب سيَنطق اللسان، ويقول ما جرى، وما كان، وحينها سيكون لسان حاله: آه، كم كنتُ لاهيًا في هذه الدنيا، آه كبَّني في النار حصادُ اللسان!

له يدان، يُحَرِّكهما كيفما يشاء، حُرِمهما كثيرٌ من الناس، وإن وُجِدتا، فهما مُعطَّلتان، وقد تكونان غير موجودتين بسبب حادثٍ أليمٍ، أو إعاقة دائمة، هي نعمة يَغبطه عليها الكثير، استخْدَمها في المُحرَّمات، قد تكون سرقات، وقد تكون رشاوى واختلاسات، وقد يكون قد بطَش بها مُعتزًّا بقوَّته، ومتناسيًا قدرة الله وسَطْوته، ويوم الحساب ستَنطق اليدان بجميل البيان، وتحكي الحال بسوء الفِعال، وحينها لن يَنفع الندم، وسيكون القلب في هَمٍّ.

له رجلان، تَقودانه حيث يريد، لا يحتاج مساعدة أحدٍ، أو عطف أحدٍ، وهو مُستغنٍ عن عَرَبة يُقاد بها، نَسِي أنَّ خُطواته محسوبة ومكتوبة، قد تكون خطواته بحسناتٍ عند توجُّهه للمساجد وأداء الطاعات، وقد تكون خُطواته جبالاً من السيِّئات عند سَيْره للمعاصي والمُحرَّمات، ويوم الحساب ستَنطق الرجلان بكلام بليغٍ ومُفصلٍ لكلِّ خُطوة خطاها، وحينها يَسْوَدُّ الوجه حين تُسْرَد المغامرات التي سابَق إليها، حينها لن يَنفع الندم، وسيتمنَّى لو كان عدمًا.

له أُذنان جميلتان في مظهرهما، سبحان مَن صوَّرهما، كان يحافظ عليهما من الآفات ويتعاهَدهما بالمُنظِّفات، غفَل عن حِفظهما عن سَماع المُحرَّمات؛ بين أغانٍ فاضحة، وعبارات خادشة، وخَوْض في الأعراض: "هل عَلِمت ما فعَل فلان؟ وهل سَمِعت ما قال فلان؟ وهل شاهَدت جُرْم فلان؟"، وصارَت الحياة تَجريحًا في تجريحٍ، ومَلءً للقلوب بالضغينة والأحقاد، ونَسِي أنها غِيبة مُحرَّمة، وقد يتَّجه للنميمة بغرض كَسْر العلاقات، وحين الحساب ستَنطق الأذنان، وسيتمنَّى لو كان أصمَّ لا يَسمع الحديث؛ حتى لا يقع في الوعيد.

أحبَّتي في الله، إلى متى ونحن نعصي الله بنعمه؟

هل ستَعصيه إن كنتَ لا تُبصر؟ هل ستنظر للمُحرَّمات؟

هل ستعصيه إن كنتَ لا تتكلَّم؟ هل ستخوض في الأعراض؟

هل ستَعصيه إن كنتَ لا تمشي؟ هل ستُسارع للمُلْهِيَات؟

هل ستَعصيه إن كنتَ لا تسمع؟ هل ستتفكَّه في المجلس بعيوب المسلمين والمسلمات؟

نِعَمه لا تُعَدُّ ولا تُحصى.

أخي الغالي، لا تعصي الله بنِعَمه، وما زالت هناك فرصة للأَوْبة، باب التوبة مفتوح والرُّوح لَم تُغَرْغر بعدُ، فسارِع وسابِق للتوبة؛ لتَنعم بالراحة، وقبل ذلك القرب من ربِّ البريَّة، أعْلِنها بصدق: بُعدًا عن المعاصي، وليَكن الندم رفيقَك.

آهٍ يا نفس، كم كنتُ عاصيًا، وأعزم على عدم العودة، لا تظنُّ أنَّ ربَّك لا يعلم ما تعمل بنِعَمه، ولا تَنتظر ﴿ حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [فصلت: 20 - 22].

همسة:

"قيل للحسن البصري: كم تُتعب نفسَك! قال: بل راحتَها أُريد!"














توقيع :

سبحان الله

عرض البوم صور السفير   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
اريد, تم, راحتها

أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


RSS RSS 2.0 Feed XML MAP HTML

الساعة الآن 08:21 PM.



 


بحث عن:


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61