مجالس البوادنه - عرض مشاركة واحدة - هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الاطفال
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-2011, 01:47 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية المختار

البيانات
التسجيل: Nov 2010
العضوية: 15
المشاركات: 1,659 [+]
بمعدل : 0.34 يوميا
اخر زياره : 25-12-2014 [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 17

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
المختار غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : مجلس أهل الذكر
افتراضي هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة الاطفال

الطريق الأقصر إلى قلوب الصغار هو حسن رعايتهم وملاطفتهم وممازحتهم ومنحهم المزيد من الحنان والاهتمام، وهو ما صنعه النبي مع العديد من الأطفال الذين كانوا يتلألؤون من حوله، ومن هؤلاء ابنه إبراهيم، وحفيداه الحسن والحسين عليهما رضوان الله أجمعين.
يحكي لنا أنس بن مالك عن حنو النبي على ابنه إبراهيم وغيره من الأطفال، فيقول: (ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله ، كان إبراهيم مسترضعاً في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه، فيدخل البيت .. فيأخذه، فيقبِّلُه ثم يرجع) ، هذه العاطفة الدفاقة بالحب والحنان لم تشغل النبي عنها زحمة الواجبات وكثرة الأعباء، فلكل وقته، ولكل حقه في وقت النبي ومستحقه.
ويواصل أنس حكاية حال النبي مع الأطفال، فيقول: (كان رسول الله من أفكه الناس مع صبي) ، وهذه المعاني أدركها أنس في طفولته التي قضاها في بيت النبي يخدمه عشر سنين، فهو أعرف الناس بها، وهو أحفظ الناس لها.
إن اللغة التي يفهمها الطفل هي لغة الحب، ومفرداتها القبلة الحانية والحضن الدافئ واللعب البريء، وهذه اللغة الرخيصة في تكاليفها عظيمة في قيمتها، والعجب في بخل بعض الناس بها تكبراً وغروراً، بل قسوة وجفاء، من هؤلاء الأقرع بن حابس التميمي، فحين رأى رسول الله يقبِّل حفيده الحسن بن علي؛ قال: إن لي عشرة من الولد ما قبلت منهم أحداً. أي فخر يفتخر به هذا؟ أيفخر المرء بقسوة قلبه وجفاء معاملته؟ هل يخدش مكانته ويحط من منزلته لو كان يحنو على طفله بقبلة أبوية؟
فنظر إليه رسول الله ثم قال معقباً بكلمات موجزة مؤثرة: «من لا يَرحم لا يُرحم».
وفي مرة أخرى قدم ناس من الأعراب على رسول الله فقالوا : أتقبِّلون صبيانكم؟ فقال: « نعم». قالوا : لكنا والله ما نقبِّل! فقال رسول الله: «أو أملك إن كان الله نزع من قلوبكم الرحمة!».
ومما يطرب له الطفل ويستأثر بقلبه أن يحمله ذووه، وأن يضموه إلى صدورهم، وهو أمر متعِب أو مضجِر للآباء، لكنه ضروري، ولا غَناء عنه لمن أراد غرس الحب في الطفولة وجني البر في الشباب والرجولة، يقول أبو هريرة: خرج النبي في طائفة النهار حتى أتى سوق بني قينقاع، ثم جاء إلى فِناء بيت فاطمة فقال: «أثمَّ لُكع، أثمَّ لُكع» [أي: أين الصغير، ومقصِدُه الحسن] فحَبَسَته أمه شيئاً، فظننتُ أنها تلبسه سِخاباً أو تغسِّلُه، فجاء الحسن يشتد حتى عانقه وقبَّله وقال: «اللهم أحبِبْه، وأحبَّ من يحبُّه» ، نسأل الله أن يجعلنا ممن أحبه وأحب من يحبه.
وأما أسامة بنُ زيدٍ الذي كان يلقب بالحِبِّ ابنِ الحِبِّ فيذكر أن النبي كان يحمله ويحمل الحسن ويقول: «اللهم أحبَّهما فإني أحبُّهُما».
ولعل من أهم حقوق الطفل ملاعبته وملاطفته، وقد كان لرسول الله من هذا الأدب الكيل الأوفى، لم يكن يتحرج من ملاطفة الحسن بإخراج لسانه له، فيراه الصبي ، فيهش له ويفرح.
ودخل جابر يوماً على النبي ، فرآه حاملاً الحسن والحسين على ظهره، وهو يمـشي بهما. فقال جابر لهما: نِعم الجملُ جملُكما، يقصد رسول الله ، فأجابه النبي: «ونِعم الراكبان هما».
ومن ملاعبته للأطفال أنه كان يصفّ عبد الله وعبيد الله وكثيراً بَني العباسِ ثم يقول: «من سبق إليّ فله كذا». فكانوا يستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبِّلُهم ويلتزمهم.
ومما يحسن في معاملة الأبناء إهداؤهم، فالهدية سبب في استجلاب محبة الكبار فضلاً عن الصغار، وقد صنع النبي ذلك حين أهدى النجاشي إلى رسول الله حلَقة، فيها خاتم ذهب، فيه فص حبـشي، فأخذه رسول الله بعود وإنه لمعرض عنه، ثم دعا بابنةِ ابنتِه، أمامةَ بنتِ أبي العاص فقال: «تحلَي بهذا يا بنية».
ومن ممازحته لأنس أنه كان يعدل في ندائه عن اسمه الصريح، فيناديه متحبباً: «يا ذا الأذنين».
ومازح أيضاً أخاه، وسأله عن عصفوره الذي كان يلعب به، يقول أنس: إنْ كان رسول الله ليخالطُنا حتى يقول لأخ لي صغير: «يا أبا عمير ما فعل النغير؟».
وفي رواية لأحمد أن النبي كان يدخل على أم سليم [أمِ أنس]، ولها ابن من أبي طلحة يكنى: أبا عمير، وكان يمازحه، فدخل عليه فرآه حزيناً فقال: «مالي أرى أبا عميرٍ حزيناً؟» فقالوا: مات نُغَرُه الذي كان يلعب به، قال: فجعل يقول: «أبا عمير، ما فعل النغير».
وفي الحديث فوائد منها: "جواز تكنية من لم يولَد له، وتكنية الطفل، وأنه ليس كذباً، وجواز المزاح فيما ليس إثماً .. وملاطفة الصبيان وتأنيسهم، وبيان ما كان النبي عليه من حسن الخلق وكرم الشمائل والتواضع، وزيارة الأهل، لأن أم سليم والدة أبي عمير هي من محارمه ,أي بالرضاع.
وأما محمود بن الربيع، وهو من صغار الصحابة، فيقول: (عقَلتُ [أي أتذكر] من النبي مجّةً مجّها في وجهي؛ وأنا ابن خمسِ سنينَ من دلو) ، والمج "طرح الماء من الفم بالتزريق، وفي هذا ملاطفةُ الصبيان وتأنيسُهم وإكرام آبائهم بذلك، وجوازُ المِزاح".













توقيع :


خيالة الهدلا رجال البوادنه

عرض البوم صور المختار   رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61