فمن نظر إليها بعين البصيرة أيقن أن نعيمها ابتلاء ، وحياتها عناء ، وعيشها نكد ، وصفوها كدر ، وأهلها منها على وجل : إما نعمة زائلة 00 أو بلية نازلة 00 أو منية قاضية 00
هي دار حلالها حساب 00 وحرامها عقاب 00 المكدود فيها شقي إن ظفر ، ومحروم إن خاب 000
من استغنى فيها فتن 00 ومن افتقر فيها حزن 00 ومن أحبها أذلته 00 ومن تبعها أعمته
قيل لأحد الزهاد : قد خلعت الدنيا فكيف سخت نفسك عنها ؟؟
فقال : أيقنت أني أخرج منها كارهاً فرأيت أن أخرج منها طائعاً
وقيل لأحدهم : ترك فلاناً بعد وفاته مائة ألف درهم 00
فقال : ولكنها لا تتركه
فالسعيد من اعتبر بأمسه ، واستظهر لنفسه ، والشقي من جمع لغيره 00 وبخل على نفسه 00
قرأ صلى الله عليه وسلم قوله تعالى { ألهاكم التكاثر 00 } ، ثم قال : (( يقول ابن آدم مالي 00 مالي ، وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت )) رواه مسلم
نبكي على الدنيا وهل من معشرٍ 000000 جمعتهم الدنيا فلم يتفرقوا
أين الأكاسرة الجبابرة الأولى 000000 جمعوا الكنوز فما بقين ولا بقوا
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله تعالى مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء )) رواه مسلم
وكان يقول عليه الصلاة والسلام : (( اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة )) متفق عليه
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا