السفير
09-05-2011, 10:34 PM
الصبر وما ادراك ما الصبر
إن صبرت و إحتسبت ... عند الصدمة الأولى...
http://www.shahran1.net/vb/imgcache/627.imgcache.jpg (http://www.7d-algla.com/401.html)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله
تعالى :ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا
الجنة ) رواه البخاري .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن الله
قال :إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري وفي رواية
للترمذي ( فصبر واحتسب ) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله
سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون
الجنة ) رواه ابن ماجة حسنه الألباني .
معاني المفردات ...
قبضت صفيه : أي أمتُّ حبيبه وصديقه المصافي من ولد أو والد أو زوجة أو صديق أو نحو ذلك .
حبيبتيه : عينيه وسماهما حبيبتين لأنهما أحب الأعضاء إلى الإنسان .
فصبر واحتسب : أي صبر مستحضراً ما وعد الله به الصابرين من الأجر والثواب .
اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة
والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم
، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو
اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي
بيَّنه ربنا جل وعلا بقوله :{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً
بَصِيراً.. (الإنسان 2) .
ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد
والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته
حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها ،
وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين
موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه .
والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ، وصبر عن المناهي
والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه
الأحاديث القدسية في النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله
المؤلمة .
والصبر النافع الذي يترتب عليه الثواب والأجر ويؤتي ثماره وآثاره في نفس العبد - كما
جاء مصرحاً به في الأحاديث - هو ما كان في أول وقوع البلاء ، بأن يفوض المؤمن أمره
ويسلمه إلى أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، ويستسلم لأمره وقضائه ، فإن
للمصيبة روعة تهز القلب ، وتذهب باللُّب ، فإذا صبر العبد عند الصدمة الأولى انكسرت
حِدَّتها ، وضعفت قوتها ، وهان عليه بعد ذلك استدامة الصبر واستمراره ، وقد مر النبي
- صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر ، فقال لها : ( اتقي الله واصبري ،
قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي - صلى
الله عليه وسلم - ، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين ،
فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري ، قال بعض
الحكماء : " العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام " .
وأما إذا تضجر وتبرم في أول الأمر ، ثم لما يئس صبر لأنه لم يجد خياراً غيره ، فإنه
يكون بذلك قد حرم نفسه من أجر الصبر وثوابه ، وأتى بما يشترك فيه جميع الناس ،
فلا فائدة من الصبر حينئذ .
ولو تأملنا في الأحاديث السابقة لوجدنا التركيز على قضية مهمة وهي قضية
الاحتساب في الصبر ، وذلك لأن يقين الإنسان بحسن الجزاء ، وعظم الأجر عند الله ،
يخفف مرارة المصيبة على النفس ، ويهون وقعها على القلب ، وكلما قوي اليقين
ضعف الإحساس بألم المصيبة ، حتى تتحول لدى النفس من المكاره إلى المحابِّ ،
وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله : " ما أصبت ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أ
نه لم يكن في ديني ، وأنه لم يكن أكبر منه ، وأني لم أحرم الرضا به ، وأني أرجو
الثواب عليه " ، فجعل انتظار الثواب على البلاء من أسباب تخفيفه ، ونقله من دائرة
المصائب التي توجب الصبر إلى دائرة النعم التي تستحق الشكر ، وكان نبينا - صلى
الله عليه وسلم - يسأل الله اليقين الذي تهون معه المصائب ، فقلما كان يقوم من
مجلس إلا ويدعو بهؤلاء الدعوات : ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين
معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا )
رواه الترمذي .
وإذا كانت مقادير الله نافذة على العبد رضي أم سخط ، صبر أم جزع ، فإن العاقل
ينبغي أن يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله حتى لا يحرم الأجر والمثوبة ، وإلا جرى
عليه المقدور وهو كاره ، قال علي رضي الله عنه : " إنك إن صبرت إيماناً واحتساباً ،
وإلا سلوت سلو البهائم " ، وعزَّى رجلاً في ابن له مات ، فقال : " يا أبا فلان إنك إن
صبرت نفذت فيك المقادير ، ولك الأجر ، وإن جزعت نفذت فيك المقادير ، وعليك الوزر " .
وقد بينت هذه الأحاديث عظيم الجزاء للصابرين المحتسبين ، وأن الصبر من أعظم أسباب الفوز بجنة الله ورضوانه .
اللهم اجعل اخر كلامنا في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله ..
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمننا او من الشيطان ..
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً..
إن صبرت و إحتسبت ... عند الصدمة الأولى...
http://www.shahran1.net/vb/imgcache/627.imgcache.jpg (http://www.7d-algla.com/401.html)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله
تعالى :ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا
الجنة ) رواه البخاري .
وعن أنس رضي الله عنه قال : سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : ( إن الله
قال :إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة ) رواه البخاري وفي رواية
للترمذي ( فصبر واحتسب ) .
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : ( يقول الله
سبحانه : ابن آدم إن صبرت واحتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون
الجنة ) رواه ابن ماجة حسنه الألباني .
معاني المفردات ...
قبضت صفيه : أي أمتُّ حبيبه وصديقه المصافي من ولد أو والد أو زوجة أو صديق أو نحو ذلك .
حبيبتيه : عينيه وسماهما حبيبتين لأنهما أحب الأعضاء إلى الإنسان .
فصبر واحتسب : أي صبر مستحضراً ما وعد الله به الصابرين من الأجر والثواب .
اقتضت حكمة الله أن تكون حياة البشر على ظهر هذه الأرض مزيجًا من السعادة
والشقاء ، والفرح والترح ، واللذائذ والآلام ، فيستحيل أن ترى فيها لذة غير مشوبة بألم
، أو صحة لا يكدرها سقم ، أو سرور لا ينغصه حزن ، أو راحة لا يخالطها تعب ، أو
اجتماع لا يعقبه فراق ، كل هذا ينافي طبيعة الحياة الدنيا ، ودور الإنسان فيها ، والذي
بيَّنه ربنا جل وعلا بقوله :{إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً
بَصِيراً.. (الإنسان 2) .
ولهذا فإن خير ما تواجه به تقلبات الحياة ومصائب الدنيا ، الصبر على الشدائد
والمصائب ، الصبر الذي يمتنع معه العبد من فعل ما لا يحسن وما لا يليق ، وحقيقته
حبس النفس عن الجزع ، واللسان عن التشكي ، والجوارح عن لطم الخدود ونحوها ،
وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ، وقد ذُكر في القرآن في نحو تسعين
موضعاً - كما قال الإمام أحمد - وما ذاك إلا لضرورته وحاجة العبد إليه .
والصبر أنواع ثلاثة صبر على الأوامر والطاعات حتى يؤديها ، وصبر عن المناهي
والمخالفات حتى لا يقع فيها ، و صبر على الأقضية والأقدار حتى لا يتسخطها ، وهذه
الأحاديث القدسية في النوع الثالث من أنواع الصبر وهو الصبر على أقدار الله
المؤلمة .
والصبر النافع الذي يترتب عليه الثواب والأجر ويؤتي ثماره وآثاره في نفس العبد - كما
جاء مصرحاً به في الأحاديث - هو ما كان في أول وقوع البلاء ، بأن يفوض المؤمن أمره
ويسلمه إلى أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، ويستسلم لأمره وقضائه ، فإن
للمصيبة روعة تهز القلب ، وتذهب باللُّب ، فإذا صبر العبد عند الصدمة الأولى انكسرت
حِدَّتها ، وضعفت قوتها ، وهان عليه بعد ذلك استدامة الصبر واستمراره ، وقد مر النبي
- صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر ، فقال لها : ( اتقي الله واصبري ،
قالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، ولم تعرفه ، فقيل لها : إنه النبي - صلى
الله عليه وسلم - ، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين ،
فقالت : لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) رواه البخاري ، قال بعض
الحكماء : " العاقل يصنع في أول يوم من أيام المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أيام " .
وأما إذا تضجر وتبرم في أول الأمر ، ثم لما يئس صبر لأنه لم يجد خياراً غيره ، فإنه
يكون بذلك قد حرم نفسه من أجر الصبر وثوابه ، وأتى بما يشترك فيه جميع الناس ،
فلا فائدة من الصبر حينئذ .
ولو تأملنا في الأحاديث السابقة لوجدنا التركيز على قضية مهمة وهي قضية
الاحتساب في الصبر ، وذلك لأن يقين الإنسان بحسن الجزاء ، وعظم الأجر عند الله ،
يخفف مرارة المصيبة على النفس ، ويهون وقعها على القلب ، وكلما قوي اليقين
ضعف الإحساس بألم المصيبة ، حتى تتحول لدى النفس من المكاره إلى المحابِّ ،
وقد جاء عن عمر رضي الله عنه قوله : " ما أصبت ببلاء إلا كان لله عليَّ فيه أربع نعم : أ
نه لم يكن في ديني ، وأنه لم يكن أكبر منه ، وأني لم أحرم الرضا به ، وأني أرجو
الثواب عليه " ، فجعل انتظار الثواب على البلاء من أسباب تخفيفه ، ونقله من دائرة
المصائب التي توجب الصبر إلى دائرة النعم التي تستحق الشكر ، وكان نبينا - صلى
الله عليه وسلم - يسأل الله اليقين الذي تهون معه المصائب ، فقلما كان يقوم من
مجلس إلا ويدعو بهؤلاء الدعوات : ( اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين
معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا )
رواه الترمذي .
وإذا كانت مقادير الله نافذة على العبد رضي أم سخط ، صبر أم جزع ، فإن العاقل
ينبغي أن يصبر ويحتسب ويرضى بقضاء الله حتى لا يحرم الأجر والمثوبة ، وإلا جرى
عليه المقدور وهو كاره ، قال علي رضي الله عنه : " إنك إن صبرت إيماناً واحتساباً ،
وإلا سلوت سلو البهائم " ، وعزَّى رجلاً في ابن له مات ، فقال : " يا أبا فلان إنك إن
صبرت نفذت فيك المقادير ، ولك الأجر ، وإن جزعت نفذت فيك المقادير ، وعليك الوزر " .
وقد بينت هذه الأحاديث عظيم الجزاء للصابرين المحتسبين ، وأن الصبر من أعظم أسباب الفوز بجنة الله ورضوانه .
اللهم اجعل اخر كلامنا في الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله ..
اللهم ما كان من خير فمن الله و حده .. و ما كان من شر فمننا او من الشيطان ..
اللهم لا تجعلنا ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً..