مجالس البوادنه - عرض مشاركة واحدة - هل استوحشت في طريقك...هل تبحث عن رفيق؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-12-2011, 09:16 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية قناص الاسلام

البيانات
التسجيل: Jan 2011
العضوية: 405
العمر: 23
المشاركات: 429 [+]
بمعدل : 0.09 يوميا
اخر زياره : 24-03-2014 [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 13

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
قناص الاسلام غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : الديوانية
افتراضي هل استوحشت في طريقك...هل تبحث عن رفيق؟

يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه مدارج السالكين في فصل بعنوان رفيق طالب الصراط المستقيم هم الذين أنعم الله عليهم:



"ولما كان طالب الصراط المستقيم طالب أمر أكثر الناس ناكبون عنه ، مريدا لسلوك طريق مرافقه فيها في غاية القلة والعزة ، والنفوس مجبولة على وحشة التفرد ، وعلى الأنس بالرفيق ، نبه الله سبحانه على الرفيق في هذه الطريق ، وأنهم هم الذينأنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا فأضاف الصراط إلى الرفيق السالكين له ، وهم الذين أنعم الله عليهم ، ليزول عن الطالب للهداية وسلوك الصراط وحشة تفرده عن أهل زمانه وبني جنسه ، وليعلم أن رفيقه في هذا الصراط هم الذين أنعم الله عليهم ، فلا يكترث بمخالفة الناكبين عنه له ، فإنهم هم الأقلون قدرا ، [ ص: 46 ] وإن كانوا الأكثرين عددا ، كما قال بعض السلف : " عليك بطريق الحق ، ولا تستوحش لقلة السالكين ، وإياك وطريق الباطل ، ولا تغتر بكثرة الهالكين " ، وكلما استوحشت في تفردك فانظر إلى الرفيق السابق ، واحرص على اللحاق بهم ، وغض الطرف عمن سواهم ، فإنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ، وإذا صاحوا بك في طريق سيرك فلا تلتفت إليهم ، فإنك متى التفت إليهم أخذوك وعاقوك .


وقد ضربت لذلك مثلين ، فليكونا منك على بال :


المثل الأول : رجل خرج من بيته إلى الصلاة ، لا يريد غيرها ، فعرض له في طريقه شيطان من شياطين الإنس ، فألقى عليه كلاما يؤذيه ، فوقف ورد عليه ، وتماسكا ، فربما كان شيطان الإنس أقوى منه ، فقهره ، ومنعه عن الوصول إلى المسجد ، حتى فاتته الصلاة ، وربما كان الرجل أقوى من شيطان الإنس ، ولكن اشتغل بمهاوشته عن الصف الأول ، وكمال إدراك الجماعة ، فإن التفت إليه أطمعه في نفسه ، وربما فترت عزيمته ، فإن كان له معرفة وعلم زاد في السعي والجمز بقدر التفاته أو أكثر ، فإن أعرض عنه واشتغل لما هو بصدده ، وخاف فوت الصلاة أو الوقت لم يبلغ عدوه منه ما شاء .


المثل الثاني : الظبي أشد سعيا من الكلب ، ولكنه إذا أحس به التفت إليه فيضعف سعيه ، فيدركه الكلب فيأخذه .

والقصد : أن في ذكر هذا الرفيق ما يزيل وحشة التفرد ، ويحث على السير والتشمير للحاق بهم .

وهذه إحدى الفوائد في دعاء القنوت " اللهم اهدني فيمن هديت " أي أدخلني في هذه الزمرة ، واجعلني رفيقا لهم ومعهم .

والفائدة الثانية : أنه توسل إلى الله بنعمه وإحسانه إلى من أنعم عليه بالهداية أي قد أنعمت بالهداية على من هديت ، وكان ذلك نعمة منك ، فاجعل لي نصيبا من هذه النعمة ، واجعلني واحدا من هؤلاء المنعم عليهم ، فهو توسل إلى الله بإحسانه .

[ ص: 47 ] والفائدة الثالثة : كما يقول السائل للكريم : تصدق علي في جملة من تصدقت عليهم ، وعلمني في جملة من علمته ، وأحسن إلي في جملة من شملته بإحسانك."







المصدر: مجالس البوادنه - من قسم: الديوانية












عرض البوم صور قناص الاسلام   رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61