لا كُنتُ أنا ...ولا كان الكلام .... ( فاتورة بيشة )

جاء إعلان المجلس المحلّي عن ميزانيّة بيشة برقم ملياريّ؛ يبعث في النفس

الفرح والحبور.وعند الدخول في تفاصيله تزداد طربا لعزف منفرد على أوتار

تلك المشاريع التي كُتبت في نوتةالمجلس تُشنّف بها كلّ البعيدين عن قاعة

المسرح.



إلاّ إذا كان المايسترو يرى أنّ الجمهور الحاضر لايفقه أبجديّات المقامات .

وأنّه سيضلّ يصفّق لكلّ الفرقة المسرحيّة حتّى فنّيّ الإضاءة ... فذاك أمس

مضى. حتّى لو بقيت الصفوف الأوليّة تضيف زخماً لديكور المسرح .. (كمْ أنا

أكره عبارة محجوز التي توضع علىالكراسيّ الأماميّة لتضلّ العيون في

المقاعد الخلفيّة تنظر من القادم وبعد طول إنتظار يأتي ومن قدْ انتشى حتّى

يُخيّل إليك أنّْ لوْ يملك ريشا لطار )



أقول وأنا أتحدّث من الصفوف الخلفيّة بذات المسرح البيشيّ.. أنّ فاتورة

المشاريع الخدميّة التي شنّفت آذان المستمعين والمستمعات الأحياء منهم

والأموات ..ماهي إلاّ مشاريع قد طواها النسيان من سنوات خلتْ. سأكتفي

بأمثلة ..:



• مشاريع الصحّة ..مستشفى الولادة معتمد من قبل ثلاث

سنوات .كان الأولى بحث سبب تعثره. المراكز الصحيّة قارب ما أعرف منها

على التسليم. بميزانيات قديمه.



• مشاريع البلديّات ..هذه حصّتها من وزارة المالية سنويّا . لو ذكر

المجلس أنّه جاء بدعم مشروع لمْ يُعتمد أصلا بميزانيّات البلديّات لقلنا جابوا

( الذيب من ذيله ) أمّا ذكر المستحقّات فلن تسجّل لهم.

• الأوقاف ... فلنْ أتحدّث عنها كثيرا ..( الله يكثّر من أهل الخير )

بناءا وصيانة وقياما.




• الكهرباء.. أكتفي بمثال ...(منصبه ) وصلها من قبل رمضان

وأظنّها قدْ نعمت بالتيار وإنْ بقي فلا تخافون ستؤخذ من فاتورة المواطن

قيمة العدّاد


• الضمان الإجتماعي.. كأنّ ميزانيّات المستفيدين تُعتمد من المجلس ..شي يحيّر.

• الطرق .. ذكر عدد من الجسور والطرق ومنها إزدواجيّة طريق

بيشة الخميس والمبلغ لكلّ تلك المشاريع 78 مليون .. غريب أذكر قبل عشرين

سنة طريق بيشة الخميس وهو طريق واحد وقبل كانت المشاريع تقيّم صحّ

كان المبلغ يفوق نصف مليار. !!! الحين كلّ الطرق بمبلغ زهيد.




ما أدري هل نسي المجلس ميزانيّات التربية والتعليم .. أمْ أنّها ستكون في

معزوفة جديدة في جلسته التالية . لأنّها تحتوي على مبالغ كبيره تُشبع

فضول القارئ وتملأ فراغات ورق أعمال المجلس. ففيها من مشاريع بناء

وترميم وإضافات وإنتدابات وبنود محو أميّة ونقل طلاّب وطالبات .. لا أدري

هل سيمجّدها المجلس أمْ يضعها تحت مقصلة البحث.




أعرف أنّني أطنبت في قصيدة الفاتورة البيشيّة .. التي إجترّت الماضي

وكأنّها جاءت لتمنّ علينا حقّ مستحقّ لنا. مثل ما علينا الولاء لوطننا.

* بقي أنْ أتمنّى على المجلس في دورته القادمة أنْ يستقطب منْ يُصيغ له

بيانه . بدلا من أسلوب الإستفزاز الذي يُفضي إلى التهكم والسخرية ّ بعققليّات

المتلقّين .


للكاتب المتميز
محمّد بن عبد الله الحويل